قال أحد العارفين
قال: الشراب هو النور الساطع عن جمال المحبوب؛ والكأس هو اللطف الموصل ذلك إلى القلوب؛ والساقي هو المتولي الأكبر للمخصوصين من أوليائه والصالحين من عباده وهو الله العالم بالمقادير ومصالح أحبائه، فمن كشف له عن ذلك الجمال وحظي منه بشيء نفساً أو نفسين، ثم أرخي عليه الحجاب فهو الذائق المشتاق؛ ومن دام له ذلك ساعة أو ساعتين فهو الشارب حقاً؛ ومن توالى عليه الأمر ودام له الشرب حتى امتلأت عروقه ومفاصله من أنوار الله المخزونة فذلك هو الري؛ وربما غاب عن المحسوس والمعقول، فلا يدري ما يقال، ولا ما يقول: فذاك هو السكر؛ وقد تدور عليهم الكؤوس وتختلف لديهم الحالات، فيردون إلى الذكر والطاعات، ولا يحجبون عن الصفات، مع تزاحم المقدورات فذلك وقت صحوهم، واتساع نظرهم، ومزيد علمهم.