من أقوالهم رضي الله عنهم في التواضع
" سئل الجنيد عن التواضع؟ فقال: خفض الجناح ولين الجانب. وسئل الفضيل عن التواضع؟ فقال: تخضع للحق وتنقاد له وتقبله ممن قاله وتسمع منه، وقال أيضاً: من رأى لنفسه قيمة فليس له في التواضع نصيب.
وقيل: من عرف كوامن نفسه لم يطمع في العلو والشرف ويسلك سبـيل التواضع؛ فلا يخاصم من يذمه، ويشكر الله لمن يحمده.
وقال أبو حفص: من أحب أن يتواضع قلبه فليصحب الصالحين وليلتزم بحرمتهم؛ فمن شدة تواضعهم في أنفسهم يقتدي بهم ولا يتكبر.
وقال النوري: خمسة أنفس أعز الخلق في الدنيا: عالم زاهد، وفقيه صوفي، وغني متواضع، وفقير شاكر وشريف سني.
وقال الجلاء: لولا شرف التواضع كنا إذا مشينا نخطر، وقال يوسف (بن أسباط ـ) وقد سئل : ما غاية التواضع؟ قال: أن تخرج من بـيتك فلا تلقى أحداً إلا رأيته خيراً منك."
"أخبرنا أبو زرعة، إجازة عن أبـي بكر بن خلف، إجازة عن السلمي قال: سمعت أبا الحسين الفارسي يقول: سمعت الجريري يقول: صح عند أهل المعرفة أن للدين رأس مال: خمسة في الظاهر، وخمسة في الباطن؛ فأما اللواتي في الظاهر: فصدق في اللسان، وسخاوة في الملك، وتواضع في الأبدان، وكف الأذى، واحتماله بلا إباء. وأما اللواتي في الباطن: فحب وجود سيده، وخوف الفراق من سيده، ورجاء الوصول إلى سيده، والندم على فعله، والحياء من ربه.
وقال يحيـى بن معاذ: التواضع في الخلق حسن، ولكن في الأغنياء أحسن. والتكبر سمج في الخلق، ولكن في الفقراء أسمج.
وقال ذو النون: ثلاثة من علامات التواضع: تصغير النفس معرفة بالعيب، وتعظيم الناس حرمة للتوحيد، وقبول الحق والنصيحة من كل واحد."
(عوارف المعارف للسهروردي - الباب الثلاثون في تفاصيل أخلاق الصوفية ج1 ص 131)