التصوف الإسلامي
ليس التصوف لبس الصوف ترقيعه** ولابــكاؤك إذاغنى المغنونا** ولاصـياح ولا رقـص ولا طرب** ولاإختباط كأن صرت مجنونا** بل التصوف أن تصــفو بلا كدر** وتتبع الحق والقــرآن والدينا
من أشعار أعلام الصوفية
من اشعار الشيخ عبد الغني النابلسي
قال رضي الله عنه معبراً عن حبه لأهل البيت:
لي بالحمى قوم عرفت بصبهم
وإذا مرضت فصحتي في طبهم
قوم كرام هائمون بربهم
علموا بأني صادق في حبهم
وتحققوا صبري الجميل فعذبوا
يا سعد خذ عني الهوى وله فعي
إعلم بأن القوم أهل المطلع
حضرات وجه غائب في البرقع
نزلوا بوادي المنحنى من أضلعي
وتمنعوا عن مقلتي وتحجبوا
هم عند قلبي بل وقلبي عندهم
وإذا بثثت الوجد بثوا وجدهم
ومعي أراهم لا أفارق قصدهم
سعدت حظوظي إذ رضوني عبدهم
والفخر لي أني إليهم أنسبُ
وهذه أبيات لسلطان العاشقين سيدي عمر بن الفارض :
تـه دلالاً فانـت أهـل لـذاك وتحكم فالحسن قـد أعطـاك
ولك الأمر فاقض ما انت قاضٍ فعلـيَّ الجمـال قــد ولاك
وتلافيِ إن كان فيـه ائتلافـي بك عَجِّل بـه جُعلـت فِـدَاك
وبما شئت فى هواك اختبرني فاختياري ما كان فيه رضـاك
فعلي كل حالـة أنـت منـي بي أولَى إذ لـم اكـن لـولاك
وكفانـي عـزاً بحبـك ذُلـي وخضوعي ولست مِن أكفـاك
عبد رِقٍ ما رق يومـا لعتـقٍ لو تخليت عنـه مـا خـلاك
ابيات للحلاج :
لبيك لبيك يا سري ونجوائي
لبيك لبيك يا قصدي ومعنائي
أدعوك ,بل أنت تدعوني إليك فهل
ناديت إياك أم ناديت إيائي
يا عين عين وجودي يا مدى هممي
يا منطقي وعباراتي وإيمائي
يا كل كلي ويا سمعي ويا بصري
يا جملتي وتباعيضي وأحزائي
يا كل كلي وكلُّ الكل مُلتبسٌ
وكلُّ كلك ملبوسٌ بمعنائي
يا من به علقت روحي فقد تلفت
وجدا فصرت رهينا تحت أهوائي
أبكي على شجني من فرقتي وطني
طوعا ويُسعدني بالنوح أعدائي
أدنو فيبعدني خوفي فيقلقني
شوقٌ تمكن في مكنون أحشائي
فكيف أصنع في حبٍّ كلفتُ بهِ
مولاي قد ملَّ من سقمي أطبائي
قالوا تداو به منه فقلت لهم
يا قوم هل يتداوى الداء بالداءِ
حبي لمولاي أضناني وأسقمني
فكيف أشكو الى مولاي مولآئي
إني لأرمقهُ والقلب يعرفه
فما يترجم عنه غير إيمائي
يا ويح روحي من روحي فوا أسفي
على منى فاني أصل بلوائي
كأنني غرقٌ تبدو أنامله
تغوّثا وهو في بحر من الماءِ
وليس يعلم ما لاقيتُ من أحد
إلا الذي حلَّ مني في سويدائي
ذاك العليم بما لاقيت من دنف
وفي مشيئةِ موتي وإحيائي
أغاية السؤل والمأمول يا سكني
يا عيش روحي ويا ديني ودنيائي
قل لي فديتك يا سمعي ويا بصري
لم ذي اللجاجة في بعدي وإقصائي
إن كنت بالغيب عن عيني محتجبا
فالقلب يرعاك في الإبعاد والنائي
ويقول الإمام الشافعي :
أذقنا شراب الأنس يا من إذا سقى
محباً شرابـاً لا يضـام ولا يضمـأ